الإمام الجواد (ع) منار العلم والتقى
الأستاذ/ محمد العرادي
حديث آل محمد صلوات الله عليهم صعب مستصعب كما جاء في الروايات الشريفة ، ويحتاج للقابلية الولائية قبل العلمية ، وفهم علوم الائمة عليهم السلام يحتاج لمعرفة مقامهم عندالله ، لذلك وقع الكثير في إشكالية فهم الإمام ومسؤلياته ، وليس الأمر منحصر في عوام الناس ، فهناك من وقع في ذلك من أصحابهم ، وأكبر دليل على ذلك الفرقة الواقفية التي رفضت إمامة الإمام الرضا عليه السلام ، والأمر المهم الآخر هو ما وقعوا عند إمامة الإمام الجواد عليه السلام ، تلك المنزلة الرفيعة التي استنكرها من لم يفهموا الإمامة الإلهية ولم تهضمها أنفسهم الضعيفة ، ولو هضمها يحى بن أكثم قاضي القضاة في الأمبراطورية العباسية ، لما أقدم على مثلها حين تجرأ وسأل الإمام عليه السلام مسألة وهو لا يعرف إجابتها حين طرحه السؤال ، وهذا يدل على سطحيته وعنجهيته ، وهو يتقلد اكبر المناصب الدينية في تلك الدولة الهشة الضعيفة ، لذلك كان استمرار وجوده في ظل الدولة العباسية هو إعلان نهايتها ، وكأن خلفاء بني العباس لا يعلمون أنهم الذاهبون وهو الباقي بعلمه بتقواه بزهده بإمامته على الخلائق أجمعين من الأولين والآخرين ، لقد كانت حياة الإمام مليئة بالعلم والمعرفة رغم حياته القصيرة في هذه الدنيا الفانيه ، لقد أسس الإمام القاعدة الأساسية للعلم والمعرفة وتخرج على يديه الكثير من العلماء ، وازدهرت الحياة العلمية في وجود الإمام الجواد عليه السلام ، ولقد كانت كلماته بمثابة دساتير يعجز اي احد عن الاتيان بمثلها ، ومن معجزاته سلام الله عليه ( عن عمارة بن زيد قال : رأيت الإمام محمد التقي عليه السلام فقلت له : ما علامة الإمام يا بن رسول الله ؟ فقال الإمام من يصنع هذا ، ثم وضع يده على صخرة فظهرت آثار أصابعه عليها )